3 طرق استثمارية واعدة في اقتصاد الدولة المتنامي

إنجازات تمهّد الطريق لمزيد من الفرص الواعدة للمستثمرين خلال الخمسين عاماً القادمة

أبصر اتحاد دولة الإمارات النور في الثاني من ديسمبر عام 1971، حين اتحدت ست إمارات أولاً، لتنضم إليها لاحقاً إمارة رأس الخيمة في عام 1972. ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف عجلة التطور عن الدوران، وشهدت الدولة على مدى جيلين متعاقبين تحولاً ملحوظاً من مجموعة من قرى صيد اللؤلؤ والمدن التجارية إلى قوة إقليمية رائدة تقود الشرق الأوسط على مختلف الأصعدة، من الخدمات المصرفية والتمويل إلى الصحة والتعليم والتكنولوجيا.

وبرهنت دولة الإمارات خلال السنوات الخميسين الماضية أن لا شيء مستحيل، وأن الأهداف يمكن تحقيقها مهما كبرت، وظهر ذلك جلياً من خلال إطلاق مسبار "الأمل" إلى المريخ وتشغيل أول مفاعل نووي في العالم العربي، بالإضافة إلى توفير الفرص الاستثمارية الواعدة على كافة الأصعدة. لقد فوّت المشككون على أنفسهم فرصاً كبيرة في الطفرة العقارية والتوسع الحاصل في قطاعات التعليم والرعاية الصحية والسياحة والتجزئة.

ونرى في الأفق أن الأعوام الخميسين المقبلة تحمل العديد من الفرص الواعدة للمستثمرين لقطف ثمار مبدأ "نعم نستطيع" التي تبنّته الدولة، بناءً على النتائج الإيجابية الأولية التي ظهرت على المدى القصير. فعلى الرغم من الانكماش الحاصل في عام 2020 نتيجة لانتشار جائحة كورونا بالدرجة الأولى، يتوقع صندوق النقد الدولي أن ينتعش الناتج المحلي الإجمالي في العام المقبل، مع نمو متوقع بنسبة 1.3% في عام 2021، ونمو بمعدل 2.5% في الأعوام 2023-2025. ومع استراتيجيات التفكير المستقبلي التي بدأ تنفيذها بالفعل في العديد من القطاعات الرئيسية، فمن الواضح أن هذا الزخم سيستمر على المدى الطويل.

لنستكشف سوياً ثلاث طرق جديرة بالملاحظة للوصول إلى قصة النجاح هذ؛

1. العقارات: بعد الانخفاض الكبير في قيمة رأس المال وإعادة تقييم توجهات المستثمرين في أعقاب تفشي الوباء، بدأ الطلب على جميع أنواع العقارات بالارتفاع، لا سيما على المجمّعات الجاهزة، في حين تناقص عدد الوحدات الجديدة المطروحة في السوق. ويتسم مستقبل العقارات بالقوة بناء على عدد من النقاط الرئيسية هي: إعلان الدولة عن إتاحة مجموعة من التأشيرات الجديدة (بما في ذلك تأشيرات التقاعد للأشخاص الذين يشترون عقارات تزيد قيمتها عن مليوني درهم)، بينما من المتوقع أن يستقطب تعديل بعض أحكام الأحوال الشخصية وضمان الحريات الشخصية التي أُعلنت في نوفمبر مستثمرين وافدين جدد إلى الدولة، مما سيرفع الطلب على المنازل.
   كيف تستثمر؟ إلى جانب عمليات الشراء المباشرة، تعد الأسهم وصناديق الاستثمار العقاري المتداولة في بورصات الدولة منفذاً مناسباً لدخول سوق العقارات.
   
   
2. الثورة الصناعية الرابعة: من المتوقع أن تُطلق تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، والروبوتات، والبلوك تشين، والطباعة ثلاثية الأبعاد العنان لموجة التطور التالية التي تُعرف بالثورة الصناعية الرابعة. وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة أول دولة تسن استراتيجية للاستفادة من التطور الحاصل في هذه المجالات، وإطلاق مركز متخصص لتطوير وتجريب البحوث في كل منها. وتعد الإمارات بيئة خصبة للشركات الناشئة، حيث استأثرت الشركات الناشئة التي تقع مقارها الإمارات بنسبة 26% من إجمالي الصفقات الناشئة التي شهدتها المنطقة. كما تأتي التجارة الإلكترونية وتكنولوجيا التعليم والتكنولوجيا الصحية والتكنولوجيا المالية من بين أكثر القطاعات الواعدة.
   كيف تستثمر: مع حداثة عهد هذه القطاعات، تبقى الأسهم الخاصة طويلة المدى هي أفضل طريق في الوقت الحالي. ومع احتضان العلامات التجارية البارزة للتطورات الجديدة، يمكن أن تكون الأسهم في كبرى شركات الرعاية الصحية والأدوية والخدمات اللوجستية خطوة ذكية.
   
   
3. الأمن الغذائي: مع استيراد دولة الإمارات 80-90% من المواد الغذائية المستهلكة داخل الدولة، أصبح الأمن الغذائي ركيزة اقتصادية رئيسية للدولة. وتعطي الإستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051 الأولوية للقطاع، إذ تهدف إلى تسهيل تجارة الأغذية العالمية، وتنويع مصادر استيراد الأغذية، وتحديد خطط الإمداد البديلة. وكان النجاح المبكر هو إنشاء ممر غذائي بقيمة 7 مليارات دولار مع الهند، مع قيام مجموعة إعمار بتجهيز حدائق غذائية عبر شبه القارة الهندية. كما انطلقت في دولة الإمارات العربية المتحدة الزراعة المستدامة، حيث تستقطب طرق الزراعة الجديدة استثمارات حكومية كبيرة.
   كيف تستثمر؟ الاستثمار المباشر في الأعمال التجارية الجديدة في مجال الأغذية والمزارع هو الورقة الرابحة، بينما توفر أسهم الشركات الإماراتية ذات المحفظة الخارجية فرصاً إضافية.

ستنعكس قصة نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة على كافة أركان الاقتصاد، مما سيحفز نمو مجموعة واسعة من القطاعات بالإضافة إلى المذكورة سابقاً. يمكنك التواصل مع مدير الثروات في البنك الذي تتعامل معه للحصول على مزيد من المعلومات.